من رسومات أطفال سوريا..
الحسن يعمل على أكبر لوحة في العالم
الخميس 13 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 11:35
سراج برس – رائد الحلبي
من رسومات أطفال سوريا..<br />الحسن يعمل على أكبر لوحة في العالم
لم يكن دور الفن الثوري بأقل عن دور الإعلام الثوري الذي أوصل مظالم السوريين للعالم اجمع، فالفن الثوري كما يقول الفنان التشكيلي عبد الكريم الحسن ابن مدينة الرقة في تصريحه لـ (سراج برس): " أسهم  في الثورة بإظهار وجهها النقي بنقاء الوانه، وعذب موسيقاه، وكان للممثلين همس الخشبة الحرة التي ملأت الدنيا".

يعمل (الحسن) على انجاز أكبر لوحة في العالم من إبداع أطفال سوريا في المهجر، وكان قد التقى بهؤلاء الأطفال في مخيمات اللجوء في الأردن، وفي مصر، والجزائر، بعد أن خرج من سوريا بتاريخ 7-10-2011، وعمد على فتح ورشات فنية لإتاحة الفرصة لأطفال سوريا للتعبير عما يجول في خاطرهم، ويعمل على تحضير لوحة عملاقة من مجموعة لوحات رسمها الأطفال بعنوان: "رسائل ضحايا الحروب شاهد على همجية النظام".

الحسن قال لـ (سراج برس): "كانت عمّان المدينة البيضاء محطتي الأولى، وفي اول ملجأ كان لقائي بمجموعة من الاطفال، اقتربت الطفلة فاطمة بنت الست سنوات من لوحتي، وقالت: "عمو كريم بدي ارسم متل هي اللوحة "، قلت لها: لو اعطيتك ورقة بيضاء فماذا سوف ترسمين؟ قالت: سوريا.. بيتي المدمر، وشجرة الياسمين والعصافير التي ماتت من صوت طائرة بشار".

واضاف: "ادركت حينها حجم المعاناة التي تسكن قلوب الصغار الهاربين من طائرات الغدر، فقررت انشاء اول مرسم في الثورة لإعادة تأهيل الاطفال فنيا ونفسيا، وبدأ المرسم يقيم ورشات للرسم، وفي كل مكان اقيم به تعاملت مع اطباء علم النفس، واقمنا بحوثاً حول ما يعانيه الاطفال، وبجهود جبارة ساهمت هذه الانشطة برسم الابتسامة على وجوه الاطفال".

واوضح الحسن: "الغريب في الامر أن الاغلبية العظمى من لوحات الاطفال هي صورة طبق الاصل من احداث سورية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فكانت رسوماتهم هي الحقيقة لما يحدث في سورية، بنفس الوقت كان النظام يحاول ان يوصل للعالم انه يواجه ارهاب".

ومن هنا ابتدع الفنان فكرة اللوحة حيث قال: "خطرت لي فكرة تقديم اكبر لوحة في العالم بعنوان (رسائل ضحايا الحروب شاهد على همجية النظام)، وأقيم مرسم براعم الحرية المهرجان الاول في عمان اواخر شهر 5 – 2012".

انتقل الفنان إلى القاهرة لإقامة ورشة أخرى، لإكمال جزءاً من اكبر لوحة للأطفال في العالم،  وكان تجمع الاطفال في ميدان التحرير، وبدء الرسم في  الخيمة السورية.

يقول الحسن: "لاحظت ان السعادة تغمر وجوه الاطفال حين اتيحت لهم الفرصة بالتعبير عن كل ما يريدون ان يقولوه، فكانت رسوماتهم عبارة عن مظاهرات، واعلام الثورة تزين سماء سوريا الحرة، بيوت.. وأشجار.. سهول وجبال.. سماء وارض... وديان.. أنهار..  وبحار".

 واوضح الحسن: "لم افكر في يوم ان ابيع هذه اللوحات، لأني اؤمن ان هذه الرسومات ملك لسورية، وعندي أمل أن اقيم المهرجان الاخير من رحلتي في سورية وطني، وأم اطفال مرسمي".

 واردف: توجت نشاطات  مصر بمهرجان براعم الحرية الثاني في القاهرة، وضم المهرجان رسومات الاطفال التي هي جزء من اكبر لوحة للأطفال في العالم، وشارك في مهرجان القاهرة اكثر من 300 طفل سوري، كما حضر المهرجان نخبة من الفنانين، والكتاب، والادباء، والصحفيين، الذين ساهم حضورهم برسم الابتسامة على وجوه الاطفال".  

انتقل بعدها الحسن الى الجزائر وكان له لقاء مع مجموعة من اطفال سوريا، وبدأ العمل على اعادة تأهيلهم عبر فتح المجال لهم بالرسم...

وكان الملفت للنظر كما يقول: "ان 90٪ من رسومات الأطفال فيها امل بالعودة الى سوريا، وبناء بيوت، واشجار، وعلم الحرية يرفرف في سماء سوريا، وهذه هي المرحلة المتقدمة من علاج الطفل عبر الرسم، لأنه في البداية كان يصور الدمار، والموت في رسوماته وعليك ان تتخيل طفل لم يتجاوز 8 سنوات يرسم الموت!".

كما أوضح الفنان أن الفن يؤتي ثماره في العلاج النفسي فيقول: "بعد جهد جهيد من فتح المجال للأطفال بالرسم، والمسرح، أصبح الطفل يرسم الجمال، هنا ادرك انني استطعت وبفضل الله ان ادخل السرور الى قلب الطفل، وارسم الابتسامة على وجهه، وتمكنت من انتزاع المشهد الدامي من مخيلته، وتحويله الى طبيعة".

وختم عبد الكريم الحسن حديثه لـ (سراج برس) بالقول: "عبر انجاز اكبر لوحة للأطفال في العالم، سوف تصل رسالة الطفل السوري، الذي كان ضحية الحرب الى العالم، وكل رسومات الاطفال موجودة لدي، ولم افكر في بيعها، او المتاجرة بها، لأنها رسالة ستصل الى العالم، وتعود لتستقر بعد سفرها الطويل في مسقط رأس الطفل الذي رسم سورية".
من رسومات أطفال سوريا..<br />الحسن يعمل على أكبر لوحة في العالم



أخر ما نشر