هدية العروس
الأربعاء 7 يناير / كانون الثاني 2015 09:09
ميسون قصاص
هدية العروس
حياك الله ا توفيق ... هذه قصة حدثت لي قبل الثورة ... وهي قصة تعبر عن معنى الإحسان في العطاء في أبهى صوره ... لعلنا نذكر به أصحاب الأموال الذين شحت أيديهم وقلوبهم عن العطاء وخاصة في هذه الأيام ...

عروس وبتشتهي !!!
كنت شابّة صغيرة أحبّ أن يكون لي في كلّ خير يد وإن كان دوري في غالب الأحيان مجرد جسر يصل بين الميسورين والمحتاجين ...
علمت أن أختًا لنا لم أكن أعرفها قبلة على الزواج ... وليس لديها مال تشتري به جهاز العروس ..
كنت أعرف إنسانة طيّبة ومعطاءة هي لي بمثابة خالة و أمّ صديقة كما هي لأشخاص كثر ...
ذهبت إليها وحدّثتها عن العروس... فما سألتني لأنها كانت تثق بي ، وقامت من فورها ... وأخذت بيدي إلى عرفة ابنتها المتزوّجة حديثًا ... فتحت أمامي أبواب الخزانة الكبيرة وأخرجت لي بداية بدلة عرس ثمينة وقالت سأقوم بتنظيفها بنفسي .ثم أخرجت المزيد من أجمل ثياب ابنتها وأكثرها جدّة لدرجة جعلتني أظنّ أنها لم تُلبس بعد... ثم وضعت أحذية جديدة وحقائب ماتزال مغلفة ولم تستعمل قط ... إلى جانب الاكسسوارات ... وهكذا حتّى ملأت أكبر حقيبتين لديها بكل ما يمكن أن تحتاجه عروس ...
يومها شعرت بفرح عظيم ... خشيت معه على الفتاة صاحبة الشأن إن هي رأت الحقيبتين بما فيها أن تموت من الفرح !!! لم تكتف هذه الخالة الرائعة بما قدّمته ... بل دخل غرفتها وأحضرت شيئًا في كيس ورقي جميل ...
وقالت : أمّا هذه فزجاجة عطر هدية لها ... قولي لها : هذه هديّة عرسها منّي ؟!!قلت وقد تمكتني الدهشة : يا خالة وما كل الّذي قدّمته إذن ؟!!! أليس كافياً ليكون هديّة عرس ؟!!! كان سلوك تلك السيدة درسًا في في في العطاء تعلّمته منها ... تلك الخالة الصديقة اسمها أم ياسر السورية الشركسية الكريمة أم ياسر . أتذكّر قصّتها هذه الأيام كثيرًا .. وأتذكّر ابنتها الغالية أختي أم نادر" والّتي قابلت صنيع والدتها بالامتنان والسّرور ؛ بل وشكرتني على مهمتي التي اعتبرتها نبيلة . أتذكّر هذه القصة ومئات آلاف السوريين اليوم يحتاجون سيدات ورجال أمثال أم ياسر وأم نادر .



أخر ما نشر