النظام يغتصب أمل وأهلها يتخلون عنها
الجمعة 9 أكتوبر / تشرين الأول 2015 13:56
ميشال الياس زينة
النظام يغتصب أمل وأهلها يتخلون عنها
إذا سألني أحد ما،،،
ما سبب كرهي للمستعمر الأسدي
أقول له ،،، أنا شاهد على أكثر من هذا :
ترددت "أمل" كثيرا قبل أن تثق بي وتلاقيني في أحد مقاهي اسطنبول، وعلى الرغم من أنها ألغت الموعد الذي كان بيننا عدة مرات إلا أنها التقتني أخيرا بعدما رضخت لإصراري.
تقول "أمل" (23عاما) إنها تربت على قصص التعذيب والقتل التي مارسها النظام في حيها الحموي في الثمانينيات، ولذلك لم تتردد في الانضمام إلى الثورة منذ انطلاقها، في البداية شاركت "أمل" في تنظيم المظاهرات ونقل الاخبار إلى التنسيقيات، ثم بدأت تستفيد من وجود خطيبها في صفوف الجيش النظامي فصارت تنقل منه الأخبار إلى شباب في الجيش الحر.
تقول "أمل": كنت حذرة جدا بكل نشاط معارض أقوم به، لأني أعلم تماما العقاب الذي ينتظرني إذا ما وقعت بيد النظام.
ولكن حذر "أمل" لم يحمِها، لأنها نسيت هاتفها الجوال في مقصف كلية الأدب الإنكليزي حيث كانت تدرس، ولسوء الحظ وقع الجوال بيد فتاة موالية، اطلعت على الرسائل المتبادلة بين "أمل" والتنسيقيات.
وبحسب "أمل" حاولت زميلتها الموالية ابتزازها ماديا بالبداية، وبعد أن حصلت منها على مبلغ يزيد عن 50 ألف ليرة، قدمت الفتاة الهاتف إلى فرع مخابرات "أمن الدولة"، وتم اعتقال "أمل" بتاريخ 2013/1/1.
بالكاد تحاول أمل حبس دموعها وهي تستعيد ذكريات التحقيق، تشرد، ثم تقول: "منذ اليوم الأول استخدم معي المحقق أسلوب الحرق بالسجائر كي أعترف بأسماء الناشطين في التنسيقيات وبأماكن تجمع شباب الحر".
وتتابع: "كان يضحك وهو يقول إني جميلة زيادة عن اللزوم ولذلك يجب تشويهي".
وتضيف "أمل" بعد الحرق كانت تبدأ جولة الجلد، استمر التعذيب على ذلك الحال لمدة أسبوع بعد ذلك، ورغم أن جسد "أمل" كان مغطى بالجروح والحروق، إلا أن المحقق اخترع فكرة ربط ساقيها بكرسيي المكتب واغتصابها أمام الجنود، كما تقول.
تفقد "أمل" أعصابها وتستسلم لعاصفة البكاء التي اجتاحتها، وهي تقول: "لا أعرف عدد المرات أو الأشخاص الذين اغتصبوني، بعد عدة أيام نقلوني إلى مشفى السجن، ومن ثم أعتقني الضابط".
في تلك الفترة خرجت إحدى زميلات أمل من المعتقل، وأخبرت والدة "أمل" بما تتعرض له في الفرع، فأخبرت والدتها إخوتها الشباب وأخوالها أن "أمل" استشهدت.
في بداية عام 2014، خرجت "أمل" بصفقة تبادل، فلم تجد مكانا تذهب إليه بعدما اعتبرتها والدتها شهيدة، فلجأت إلى زميلتها السابقة في المعتقل، وعلمت منها أن خطيبها فسخ الخطبة بعد اعتقالها بأسبوع، ومن ثم سافرت أمل مع صديقتها إلى اسطنبول.
تقول "أمل" إنها اتصلت مرة واحدة بوالدتها من اسطنبول، علّ قلبها يحنّ عندما تسمع صوتها، لكن والدة "أمل" أخبرتها بأن إخوتها وأخوالها سيقتلونها لو علموا بأنها اغتصبت.
تعمل اليوم "أمل" في ورشة خياطة، وتتقاضى أجرا لا يزيد عن 700 ليرة تركية، وهي تعيش في منزل مشترك مع فتيات سوريات.



أخر ما نشر