في مشفى درعا الوطني بقسم المخابر وبعملي في قسم الأطفال ٢٠٠٢ كنا نسحب الدم لكل الفئات ولايستثنى حديثي الولادة لمعرفة زمرة الدم إن كانت الأم ذات زمرة دم سلبية ،وكنت ارفض سحب الدم من كعب رجل الطفل وهي الطريقة الشائعة وكنت اميل دائما لسحب تلك الكمية من أصبع يده ليتسنى لي مراقبة تعابير وجهه بدقة يصرخ يبكي يصمت ينام .مازال غض طري لكنه حي وسيعيش عمرا سيقدره الباري ليخوض الكثير من التجارب لابأس ان تكون اولها تلك الوخزة بهذا الإصبع الصغير ودائما كان هؤلاء الخدج ينجحون ويعطونني كمية كافية من الدم من المرة الأولى بعكس تلك الطفلة التي ولدت ميتة وإضطررت لسحب الدم من كعب رجلها البارد حتى أهرب من مراقبة وجهها النائم وفشلت بالحصول على تلك الكمية من المرة الاولى فأكررالمحاولة.. .ذكرى برودة قدم تلك الطفلة مازالت تحوم عند رؤية كل صورة مفجعة لاطفالنا لاطردها سريعا وابحث عن صورهم وهم يملكون إرادة الحياة وإن كانت تلك الإرادة لاتعدو صراخا او بكاء وربما باحسن الاحوال حلما بلعبة يلعبون بها