من نافذة مخبر بن رشد بحلب !!
الجمعة 25 ديسمبر / كانون الأول 2015 21:49
هدى أبو نبوت
من نافذة مخبر بن رشد بحلب !!
في مخبر ابن رشد نافذة كبيرة تطل على حلب القديمة .القصرالبلدي،،جامع التوحيد...كنت ليلا اغلي ركوة قهوة واجلس يوميا خلال العشرة ايام حصتي من الدوام اتامل الفراغ.. ظلام دامس قبل مرحلة الامبيرات صورت هذا المشهد وحملته على صفحتي الشخصية هنا وسالت اصدقائي ماذاترون؟؟
لم يتوقع احد إنه منظر لاجمل قسم في مدينة حلب فمعهم حق لم يروا إلا لوحة سوداء ترسم المشهد الحقيقي لواقع البلد وحال اهله ....كان هناك ضوء خافت لونه اخضر يضيئ القصر البلدي ومسلط على بستان القصر يدور يمينا ويسارا بالخبرة الإجبارية للحرب والمعارك توقعت إنهم يرصدون إي تحرك مباغت لمناطق النظام من الحر...كنت أسجل الكثير من الملاحظات قناص القصر البلدي يقنص يوميا لمدة تقارب العامين مقارنة بحالات القنص من جهة الحر التي تعد على الاصابع...في يوم من الايام اسقطت من يدي فنجان القهوة ورميت نفسي عل الارض لظني إننا إصبنا بمدفع جهنم وتبينت من صوت سقوط الصاروخ في منطقة العزيزية إنه خرج من الساحة الخلفية للمشفى حيث ينصبون راجمة صواريخ وحتى تكتمل المهزلة أستمع للصدفة بصباح اليوم التالي خبر على إذاعة المدينة بحلب ضحايا مدنيين في ساحة الكنيسة بالعزيزية إثر استهدافها بصاروخ اطلقه إرهابيين من المسلحين ..اليوم الذي رجت الارض من تحت اقدامنا وبنفس اللحظة راقبنا إنفجارات واحد تلو الاخر لنعلم إنهم يفجرون أنفاق بحلب القديمة كان اعنفها تفجير حول القلعة ..لن أنسى اللحظات التي كنت اراقب المروحيات تحلق فوقنا لتضرب بستان القصر احد الايام كنت قادمة من بستان القصر متعرضة لذات القصف وصلت المشفى ارتجف وصوت الطائرة مازالت بالسماء ومازالت تقذف براميلها.. شعرت أنني إنقسمت قسمين قسم مازال يتلقى القصف واخر يسمع صوتها الجبان القذر .،.ليالي كثيرة كنت اعد القذيفة وراء الاخرى هذه نزلت ببستان باشا وهذه ببستان القصر وتلك بالاشرفية واراقب ضوئها بالسماء من إي إتجاه خرجت وإين ستهبط وأنتظر وقلبي يرتجف صوت إنفجارها داعية الله كل ليلة ألا يكون هناك مدنيين ..كم كانت الليالي طويلة وانا اتامل الشيخ مقصودبيتي الذي تركته تحت القصف والقنص لاراقبه مهجور مظلم لاروح ولاحياة لم ارى خلال سنتين من تاريخ تركي له ضوء واحد ولو كان شمعة يعطيك امل بوجود احد....هذه النافذة كانت مرآة تعكس صورة الحرب بأبشع اوجهها الإنسانية تنقل لك كيف تموت المدن وتنعدم الحياة دون ان تضطر لتقدم لك برهانا واحدا ولو قطرة دم.




أخر ما نشر