لقاء صريح حار مع فنان الثورة نوار بلبل
نوار بلبل: كلنا أقزام أمام ثورة عملاقة
الأحد 8 مارس / أذار 2015 14:51
سراج برس – عماد كركص
لقاء صريح حار مع فنان الثورة نوار بلبل
نواربلبل من أوائل الفنانين الذين انحازوا للثورة منذ بدايتها، حيث كان على رأس مظاهرات خرجت في مدينته حمص. وبعد خروجه من سوريا قدم تجارب مسرحية حاولت أن تعكس جوهر الثورة المنادية بالحرية والكرامة والعدالة. ولكن بلبل عاتب على مؤسسات المعارضة لأنها لم تولي الفن الاهتمام الذي يستحق.


أين فن الثورة بعد أربعة أعوام من اندلاعها ؟
لم تستطع المعارضة السياسية أن تكون بحجم هذه الثورة العظيمة ، فظهرنا جميعاً أقزاماً أمام هذه الثورة العملاقة.

والفن واحد من الجوانب التي لم ترتق للمستوى، وما نراه اليوم مجرد محاولات للنهوض بهذا الجانب، من عرض لي في الأردن مثلاً، ولزميل في مكان آخر، وكلها أعمال لم يُعتنى بها من المؤسسات الثورية على تنوعها، لتقديمها كواجهة لثورة الحرية ، فمثلا المخرج طلال ديركي قدم فيلماً من أجمل الأفلام الوثائقية، لم يتلق أي اتصال من أي جهة تثني على عمله، أو حتى تقول له نحن تابعنا عملك، بينما الشرق والغرب تحدث عن عمله، والدليل العروض التي قدمها في أوربا والوطن العربي .

أين المسرح من الثورة السورية لليوم ؟

المسرح وحتى السينما كان قبل الثورة فن سلطة، وفن بلاط ، وفي سوريا لم يكن هناك اعتماد على المسرح بالشكل الكبير، بالقدر الذي كان يحظى به التلفزيون كون جميع الأعمال التلفزيونية تمر على أفرع المخابرات قبل عرضها، أما في المسرح كان يُخشى من زلة لسان هنا أو هناك، تزعزع " أمن الدولة "؛ المسرح وخصوصا مسرح (التغيير) كان يخيفهم بشكل كبير، لذلك هذه الحالة ربما تكون قد أثرت بشكل أو بآخر على فن ومسرح الثورة عموماً. هناك أعمال مسرحية رائعة خرجت في الثورة، لكن بشكل محدود وقليل بالنسبة لحجم ثورة كثورتنا، ودائما اللوم يوجه لمؤسسات الثورة ( ائتلاف – حكومة مؤقتة )، أين دور وزارة الثقافة، على سبيل المثال لا الحصر، أنا لم يتصل أحد بي من وزارة الثقافة ليقول لي رأيه في عرض ( شكسبير في الزعتري ) فيما تجمهرت وسائل إعلام من كافة أنحاء العالم لتغطية العرض، وعندما اتصلوا بي كان يريدون أن أقدم عرضاً للتسويق الإعلامي، وتبين لي من خلال ذلك الاتصال أنهم لم يسمعوا بعرض الزعتري أبداً ما أثار غضبي، ورفضت ما قدموه بالمطلق .

ماهي اقتراحاتك للنهوض بفن وأدب الثورة بشكل عام ؟
أي جانب من جوانب الثورة لا يلقى اهتمام المعنيين لا يمكن النهوض به، وهذا ينطبق على الأدب والفن بمختلف أشكالهما، مثلا قدمت مشروع عرض مسرحي فريد من نوعه، يقدم عبر (سكايب ) بين منطقتين مختلفتين في الداخل المحاصر وفي بلد من بلدان اللجوء – وهو ذاته العمل أقوم بالإعداد له في هذه الفترة - قدمته للسيد هادي البحرة حين كان رئيساً للائتلاف، فوعد بتقديم دعم لهذه الفكرة، وطلب عملاً آخر وأيضاً للترويج، والتسويق الإعلامي يكون بيني وبين الفنانة مي سكاف، وطبعاً رفضنا كوننا لا نعمل تحت طلب أحد ودائما نسعى لإخراج ما نراه مناسباً للمرحلة والمتغير الزمني، وانتهت فترة توليه رئاسة الائتلاف ولم يصلنا منه أي دعم بخصوص المشروع الذي قدمته له. وبالتالي الفن في ظل الثورة إن لم يجد اهتمام هذه الأجسام الثورية، ومنها وزارة الثقافة لذا لا يمكن تطويره، وسيبقى في حدود الطفرات التي تخرج هنا وهناك، دون أسس وخطة واضحة المعالم .

لفتني الفكرة التي تكلمت عنها ( العرض المسرحي من خلال الإنترنيت ) اتمنى أن تحدثنا عن كيفية القيام بهذا العمل.

هو عرض مسرحي بين أطفال في منطقة ما محاصرة داخل سوريا، وأطفال اللجوء في الزعتري بالأردن، عن طريق برنامج (السكايب ) المرئي عبر الإنترنيت. ( روميو ) في الأردن، و( جولييت ) محاصرة في هذه المنطقة التي نتحفظ على ذكرها حفاظاً على سلامة الأطفال هناك، الهدف من هذا العرض توجيه رسالة لمنظمات حقوق الإنسان بأنها منظمات ( مافيا) تقتات على نكبات المحاصرين، حيث أنها تتاجر بقضيتهم إعلامياً ولم تستطع حتى اللحظة أن تدخل أدنى مستلزمات الحياة لهؤلاء المحاصرين في الداخل مع أنها قادرة على ذلك. نحن بهذا العمل سنكسر هذا الحصار وندخل للمناطق المحاصرة عن طريق المسرح، والحب، والأمل .

وفي المركز الطبي الذي اجري فيه (البروفات)، زار هذا المركز وفد من أطباء أمريكان، ذهلوا وتأثروا جداً بالفكرة، وذهبوا بانطباع رائع عن ثورتنا ، كونها أو تجربة لهذا النوع من المسرح في العالم . والعرض سيكون في 27 آذار (يوم المسرح العالمي ).

في النهاية أريد منك كلمة توجهها للأدباء والمثقفين والفنانين الذين لازالوا يؤيدون النظام على حساب دماء الشعب الذي صنع أسمائهم؟

هم ليسوا مثقفين، ولا فنانين، ولا أدباء. الفن خلق للجمال، والحياة، وليس للقبح والقتل. هؤلاء يعملون في الأدب والفن ولكن لا فنانين ولا أدباء، هؤلاء فنانو ومثقفو وأدباء بلاط لا أكثر ولا أقل، لذلك كل صفاتهم تسقط عنهم بسبب مواقفهم المخجلة.



أخر ما نشر