هذا حوار أجرته مجلة الحرمل مع الإعلامي خالد خليل حول رابطة الصحفيين السوريين الأحرار ، وحول حيادية الصحافة ؟
الأثنين 16 مارس / أذار 2015 19:57
هذا حوار أجرته مجلة الحرمل مع الإعلامي خالد خليل حول رابطة الصحفيين السوريين الأحرار ، وحول حيادية الصحافة ؟
إجابات  الإعلامي خالد خليل كانت كالتالي :
الحيادية والموضوعية من أكثر الأمور تبنياً من قبل المؤسسات الصحفية والوسائل الإعلامية عند كتابة العهد أو "ميثاق الشرف" لكنها تأخذ طابعاً شعاراتياً لأنك من الصعب أن تجد وسيلة
إعلامية حيادية وموضوعية بالفعل لا تخضع للثالثوث المقدس في عالم صناعة الإعلام المتمثل في (المحتوى والجمهور والمال) هذا الثالوث الذي يتحكم بالعملية الإعلامية والسياسة التحريرية لأي وسيلة إعلامية.
على سبيل المثال .. طالما تشدق كثيرٌ من الصحفيين والجمهور المتلقي بإن هيئة الإذاعة البريطانية BBC هي من أكثر الوسائل الإعلامية حياديةً وموضوعية كونها تخلصت من عقدة (المال) المشار إليها بالثالوث السابق باستعاضة تمويلها من عائدات ضرائب جمهورها من الشعب البريطاني. ولكن من يتابع أداء هذه المحطة وكيفية تعاطيها للوضع السوري يرى بوضوح محاولتها تلمييع صورة نظام الأسد لا سيما في المقابلة الأخيرة التي أجراها محررها لشؤون الشرق الأوسط "جيريمي بوين" مع بشار الأسد ومنحه فرصة لإنكار جرائمه بحق الشعب السوري وتمريرها عبر تسخيفه سؤال المحرر عن البراميل المتفجرة بالرد هازئاً "أية براميل وأية أواني ضغط منزلية!" واكتفاء المحرر بهذه الطريقة للإجابة وعدم محاججته بتقارير المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية والتقارير الإعلامية التي تثبت بالصوت والصورة استخدام البراميل التي تنهمر يومياً فوق رؤوس المدنيين. كما يلاحظ المتابع في الأونة الأخيرة تسابق وسائل إعلام غربية لإجراء مقابلات مماثلة مع رأس النظام في محاولة لإظهار وتسويق ما يحدث في سوريا إنما هو بين رئيس بربطة عنق وشعب منكوش الشعر واللحية. وسُقْ على ذلك من الأمثلة الكثيرة على ضبابية معياري الموضوعية والحيادية.
في المقابل ولكسر التشدق بشعارات الموضوعية والحيادية، طرحت مؤسسات إعلامية عريقة معادلة أخرى لأنسنة مهنة الصحافة كون الصحفي إنسان لا تنوب عنه الآلة بأي شكل من الأشكال وكون رسالتها موجهة للإنسان فهل رأيتم مثلاً صحافة تخاطب الطيور والأشجار؟! من الأمثلة على ذلك طرح "شبكة الجزيزة" معادلة ( الخبر والوعي والوجدان ) كون الصحافة إحدى العلوم والمهارات الإنسانية –إن جاز التعبير- لا تنفصل عن محيطها المجتمعي فهي الناقل للوعي ومنبر لنشر الثقافة وتعميمها.
المفاجأة الأكبر تحتدم نقاشات في أوساط الصحفيين السوريين حول إحدى المؤسسات التي ولدت من رحم الثورة السورية تدعى "رابطة الصحفيين السوريين" والتي تصرّ على حذف بند "إسقاط النظام" من ميثاق الشرف الخاص بها على الرغم من اعتراض عدد من الصحفيين الأعضاء فيها وغير الأعضاء. وبما أن "الرابطة" هيئة أفرزتها الثورة واستمدت كينونتها منها من المفترض ان تتبنى أهداف الثورة وأهمها "إسقاط النظام"، سواء في ميثاق الشرف أو في مدونة سلوك أو في الدليل الأخلاقي يتعهد طالب الانتساب الإلتزام به، فـ"الرابطة" ليست تنظيماً عالمياً بل خاصاً بمجتمع معين ذو تطلعات وطموحات!
كما رفض القائمون على الرابطة رفع علم الثورة في مؤتمرها العام نهاية العام الماضي المنعقد في مدينة غازي عينتاب التركية الأمر الذي يثير تساؤلات ويضع استفهامات إلى أين تسير "الرابطة".
وتسوق "الرابطة" مبررات الحذف حفاظاً على الحيادية والموضوعية وللابتعاد عن التجاذبات السياسية كونها -الرابطة- هيئة شبه نقابية وليست حزباً سياسياً، واستجداءً لاعتراف الاتحاد الدولي للصحافيين، وربما رضوخاً للممول والتبعية للمال السياسي الذي يفرض شروطه على مؤسسة كان عليها أن ترقى بالعمل الصحافي والنقابي في سوريا لا سيما في هذه المرحلة المفصلية.
هنا سؤال يطرحه نفس هل تبني "إسقاط النظام" في ميثاق الشرف يتعارض مع العمل النقابي الصحفي المهني أم أنه لم يعجب "الرابطة"؟ وهل ينكر أحد وجود الانحيازات الوجدانية في الصحافة العالميةبرمتها تطبيقاً وممارسة؟ والصحافة ليست مجرد نقلا للخبر بل تجميعه و(تحليله)!
ربما الإجابة بضرب الأمثلة أجدى من التنظير، على سبيل المثال الصحافة الإسرائيلية -المعترف بها من جميع الهيئات الصحافية الدولية- وبالتحديد صحيفة "يسرائيل هايوم" من أهم بنودها في ميثاق الشرف يقول بالحرف (علينا أن لا ننسَ أننا إسرائيليون) وتورده في نسخها اليومية المطبوعة والالكترونية، ولم تقل علينا أن لا ننسَ أننا صحافيون. لذا ربما من الأجدر التذكير بأننا ثوار كي لا ننسَ إسقاط النظام.



أخر ما نشر