على الخاص ... من ضابط حر كان يعمل في الأمن الأسدي
الجمعة 12 يونيو / حزيران 2015 11:01
على الخاص ... من ضابط حر كان يعمل في الأمن الأسدي
استاذنا مااستطيع ان اؤكده لك وانا مسؤل عن كلامي ان بشار الاسد عبارة عن اداة بيد من حوله من حاشية فاسدة منذ بداية الثورة وقبل دخول جنرالات ايران على الخط لاحقا وكان دينمو العمليات العسكرية بعض الضباط الفاسدين وعلى رأسهم جميل حسن والذي كان سهيل الحسن يده اليمنى واللذان التقيت بهما مرات كثيرة وحمزة الخطيب كان احد ضحايا سهيل الحسن.
ساروي لك قصصا كثيرة تباعا ،ولكن اناشد انسانيتك ان تنشر هذا الخبر قبل كل شئ.

انا اعتقلت 18 يوم في سجن للفرقة الرابعة ، وهذا السجن من السجون المنسية والتي لايعلم بها احد والمؤلف من اربع طوابق تحت الارض والذي يضم مدنيين وعسكريين دون اي قيود اوسجلات ، شاهدت اشخاصا في هذا السجن يدل بياض جلودهم وطول لحاهم على أنهم لم يرو نور الشمس منذ سنين ،هذه السجون التي جل مايتمناه من يدخل اليها هو الموت ، وكانت بإشراف المقدم حسين مريشة مدير مكتب العميد غسان بلال ، والسياف المساعد اول ابو يوشع
كنت مسؤلا عن منطقة العباسيين ومن ضمنها كراجات العباسيين والبولمان ومنطقة التجارة ،كان تحت امرتي بحدود ال 120 عنصرا ، وكنا ننسق مع فرع المعلومات التابع للمخابرات الجوية والذي كان مكلفا بتسيير اموره العميد محمد الحسيكي ، وكان تكليفي من العميد ماهر الاسد لانني كنت من مرتباته ، وكانت كافة السلطات تخضع لسلطتنا الامنية منها والعسكريه وكان هذا الشئ يزعجهم ولكن لم يتجرؤا على اظهار ذالك ، كان العميد حافظ مخلوف يرسل لنا يوميا عددا من الشبيحة التابعين لجمعية البستان الخيرية التي يديرها رامي مخلوف والتي من المفترض ان تكون خيرية ولكن كانت جمعية للتشبيح والارهاب والتشليح .
وكان هؤلاء الشبيحة ياتون من الساعة 7 مساء حتى 7 صباحا ومعظمهم سجناء أخرجو من السجون بعد غسل أدمغتهم وتدريبهم على التشبيح تحت عنوان حماية الوطن
وبحكم السلطة التي كنت امتلكها فكنت اقف عائقا أمامهم ، فامنعهم من السرقة والتشبيح وابتزاز الناس واهانة الناس والتحرش بالنساء وكل انواع التشبيح التي لاتخفى على احد ، ولعلمك فان منطقتنا كانت متاخمة لحي جوبر الذي كانت تنطلق منه المظاهرات يوميا وكنت ارى بعيني ابشع انواع الظلم والتعذيب والاهانة والتضيق والتخوين لاهالي الحي من خلال الحملات العسكرية اليومية على الحي حتى الاطفال والنساء ومن ليس له علاقة حتى بالمظاهرات ، فكان الانسان يجرم بالارهاب فقط لان هويته كتب عليها مكان القيد جوبر او داريا او القابون او او من المناطق الثائرة
حتى لوكان حامل الهوية طفل مراهق او رجل في الثمانين او حتى امراة
وحتى لااطيل الحديث دبرو لي تهمة التعامل مع مسلحين والتحريض والتفكير بالانشقاق وتسريب معلومات عسكرية ، وتم اقتيادي الى مكتب امن الفرقة الرابعة بعد انا تم تكبيلي بالحديد وعصبو عيناي ، وكانت قصتي في مكتب الامن وحدها روايات وروايات .
في سجن تحت الارض بعدة طوابق تعرفت على اربع منها وكان فيها بالاسفل طوابق لاادري عددها غرفة مظلمة لاتتجاوز مترين بمترين ارضها اسمنت خشن مضاءة بضوء خافت من خلف شبك حديدي بالكاد تستطيع رؤية يديك الهواء ياتي عن طريق مروحة نادرا ماتعمل تضخ الهواء من الخارج عبر ممر هوائي طويل (منور)
لاتحوي اي شي ولاحتى مرحاض كل مافيها بقايا بطانية عسكرية مليئة بالحشرات رميت في ارض الغرفة ، وعندما كنت اريد دخول الحمام استجدي عواطف ابويوشع ساعات حتى يسمح لي بدخول الحمام لثواني معدودةحتى تكرم علي لاحقا باعطائي سطلا صغيرا وقال لي اقضي حاجتك به ، وكان التحقيق يتم كل مساء فيتم اخذي مكبلا ومعضوب العينيين الى المقدم حسين مريشة الذي بسالني سؤالا واحدا فقط وهو هل لديك جديد وتريد ان تعترف ثم يقول لهم خذوه قبل ان اتكلم ، وبقيت على هذه الحالة 18 يوم حتى قال لي اخيرا اجتنا تعليمات من المعلم ( ماهر الاسد) بتحويلك الى 93 وتم سوقي الى 93 ولذا لمكان قصة أخرى أكثر بشاعة .

أود ان اتحدث عن بعض الامور التي حصلت معي قبل تحويلي الى 93 في اليوم الخامس عشر من وجودي في ذلك السجن كانت الساعة الواحدة ليلا على ماأظن فلامكان للزمن في تلك الامكنة فالليل والنهار سواء ولاتستطيع ادراك الوقت الا من خلال بعض الامور التي توحي لك ان الوقت ليلا او نهارا كحبة البطاطا المسلوقة التي يرميها لك السجان فتعرف انها وجبة الافطار وفي ذلك اليوم فتح باب السجن في وقت لم اعتد ان يفتح واذا بالسجان يفك العصابة عن وجه احدهم ويقول له فوت انقلع يا أخو ...عراعير كلاب مندسين فاذا به شاب في آواخر الثلاثينات ماتزال علامات الوسامة عليه . ماكان لي الا ان أفرح فقد اتاني انيس لهذه الوحدة القاتلة وهذا أول شخص ياتيني من عالم خارجي منذ 15 يوم استطيع التحدث اليه بعد ان اغلق باب السجن حاولت الاخذ بيده فرأيته مذهولا وينظر الى ذلك المكان وكانه جهنم الذي سمع عنها حاولت ان احدثه او افتح معه حوارا من اي نوع يؤنس وحدتي ويخفف عنه ولكن كان مذهولا من هول ماحوله وهوينظر الى جدران السجن وسقفه وتلك المروحة والبطانية لم استطع ان احصل منه على اي معلومة الا على الهول الذي كنت اراه في عينيه وبعد لحظات قليلة تمدد على الارض وبدأ يحدق بنظرات ثابتة الى السقف وغط في نوم عميق من المستغرب انه عميق لدرجة انه لاينامه الا قريري العين ولم يستيقظ الا على صوت السجان في اليوم الثاني وهو ينادي باسمه فاستيقظ مرعوبا وقد غابت تلك الطمأنينة عن وجهه مرة اخرى اخذه السجان وبعد عدة ساعات عاد مرة اخرى ليعود نفس السناريو ولكن بأقل وطأة وهنا بدات اساله عن اسمه وتهمته وكيف وصل الى هنا وماهي اخبار البلد وبعد معاناة معه بدا يتحدث لاكتشف بانه دكتور جراح اختصاص جراحة أوعية دموية من محافظة حماه من قلعة المضيق وانه يقوم بخدمته الالزامية وانه من المفترض ان يكون تسريحه من سنة ولكن الاوضاع جعلتهم يحتفظو به وهو يخدم في الفرقة الرابعة وقد تم فرزه الى القوات العاملة في حمص والتي كان مقرها وادي الدهب وانه جاء الى مكتب الامن بعد ان امن له قائد اللواء لقاء مع العميد غسان مدير المكتب ليتواسط لاخيه المهندس الذي اعتقلته قوات النظام من مكتبه في السقيلبية بعد ان داهمت المكتب وعندما وصل الى مكتب الامن فوجئ بانه قد تم استدراجه الى مكتب الامن ليتم اعتقاله بعد ان وجدو ورقة في مكتب اخيه اثناء تفتيشه كتب عليها على كافة حواجز الجيش الحر تامين مرور .... وختم قائد الجيش الحرفي تلك المنطقة وتوقيعه وكتب باسفلها صالحة لمدة عشرة ايام من تاريخه
طبعا الدكتور لم يكن يعلم شئ عن هذه الورقة وكان قد مضى شهور عن ذلك التاريخ ولكن كل مايعرفه ان اخوه المهندس كان يلح عليه بالمجئ لزيارة والديه اللذان اشتاقو لرؤيته وكان يقول له ولايهمك انا بامنلك الطريق ولكن لم يكن يعلم ان اخوه كان يمتلك تلك الورقة وانها طريقه للمرور على حواجز الجيش الحر كونه يحمل هوية عسكرية ولايستطيع ان يحدثه بالتفاصيل على الهاتف لانه مراقب
حدثني هذا الطبيب عن الكم الهائل من العمليات الجراحية التي أجراها لعناصر النظام في المعارك التي دارت في الرستن وبابا عمر وعن حجم الخسائر الهائلة التي تكبدها النظام في تلك المعارك وكان دائما يردد لي نفس السؤال هل سنخرج من هنا يوما ما وكيف استطعت ان تقضي تلك الفترة وحدك وماكان مصيري لو لم أجدك كنت اقول له ان الله يهون البلاء على عباده كان دائما يقول معقول في هيك عنا ماعم صدق شو صار فيني
وكنا نتقاسم المعاناة سويا وقضيت معه 3 ايام قبل ان يتم نقلي الى 93 الطريق الى جهنم هناك يستقبلوك بالشتائم والضرب حتى من دون ان يعرفو تهمتك وينعتوك بالخيانة والعرعور والمندس واول كلمة بيسالوك اياها شقد دفعولكن ياولاد ... تتبيعو وطنكن واكثر مايعذبك انك تتهم بالخيانة من ابن بلدك ومن شبيح امي لايعرف حتى القراءة وكان يبيع وطنه كل يوم بطرق عديدة وتشعر نفسك بانك غريب عن هذا البلد وانا مجرد حياتك فيه هي منة منها عليك بها قائد الوطن تتزاحم سيول من الافكار في ذهنك الشريد اسئلة عديدة لاجواب عليها ، دخلت الى السجن وهو عبارة عن مهجع 6 امتار باربع امتار يضم 83 معتقل وانا كنت رقم 84
كان المعتقلين يجلسون متراصين بعضهم الى بعض ومعظمهم شبه عار وبالكاد تستطيع ان تضع قدمك كانت المعتقلين عراة لان الحرارة كانت عالية جدا وكان معظمهم قد اوقف منذ شهور حيث فصل الشتاء وكان يرتدي ملابس شتوية عندما اعتقل وكنا اثناءها في الشهر السادس عندما دخلت تهافت الجميع الي يسالونني ماذا حل بالثورة وماهي الاوضاع في الخارج وعندما يعرفون انني كنت موقوفا مسبقا كانو يصابون بخيبة الامل والذي تتفاجأ به ان ذلك المعتقل كان يضم خيرة ابناء سوريا
كان معنا عميد يحمل دكتوراه في العلوم الذرية من روسيا وكان يعمل في البحوث العلمية في كل قوانين الارض المتهم بريئ حتى تثبت ادانته الا في سوريا انت متهم حتى تثبت العكس ومن السخرية ان معظم المعتقلين كانت اولى تهمهم التفكير بالانشقاق حتى التفكير اصبح تهمة وجريمة على اساس هنن مخترقين افكارك متناسين انه في القانون حتى اذا اثبتت النية فالقانون لايحاسب على النية
حتى درجة الغباء عندهم انهم عندما يحتالون على القانون فغبائهم لايسعفهم

القصة التي أرويها كانت في السنة الاولى من الثورة ولم أنشق من الشهر الاول بالرغم من رغبتي الجامحة بالخروج من ذلك المستنقع لعدة أسباب واهمها رغبة الثوار بذلك لأنني كنت على تواصل معهم وحتى عندما خرجت بعد سنة و4 شهور من بداية الثورة كان بالحاح مني بالرغم من اصرار الثوار على بقائي ولكن لم اعد استطيع البقاء خصوصا بعد تلك التجربة القاسية فكنت على الدوام في خدمة الثورة وحتى تاريخ كتابة هذا المنشور وانا من منطقة قدمت آلاف الشهداء في هذه الثورة وتهجر اهلها بالكامل . أما بالنسبة لأخفاء اسمي فاظن انه لايفيدكم بشئ الا بالحاق الضرر بي وبعائلتي المعرضة للقتل في اي لحظة واسباب كثيرة يعرف بعضها الاستاذ توفيق لايسعني ذكرها وماكان نشري لتلك القصة الا لألقي الضوء على معاناة المعتقلين من خلال تجربة شخصية حتى لاننسى اخواننا في المعتقلات فوالله العظيم كنا نتمنى الموت ولانجده ولا أظن ان في التاريخ الانساني ابشع من ذلك النظام الهمجي الذي لايؤمن بادنى معايير الانسانية . وشكرا لمتابعتكم :
أدخلوني من باب حديدي من قبو تحت الارض في 93 مكبلا ومعصوب العينين كانت كل حواسي توقفت عن العمل الا حاسة الشم فكانت تطغى على كل الحواس وكيف لا ورائحة العرق الممزوج بالظلم والقهر من اجساد المظلومين تفوح في المكان ورائحة العفونة والرطوبة في كل مكان أدخلوني الى غرفة السجان والضرب والتنكيل وابشع الفاظ السباب والتخوين تلاحقك أينما توجهت . تمَّ تفتيشي ثم اخذو مني أغراضي والتي كانت عبارة عن مفاتيح بيتي التي لم اكن اعلم اني ساستخدمهم مرة ثانية وموبايلي وجزداني الذي اخذ السجان يجرد محتوياته والذي كان بداخله 7 الاف ليرة فقام بعدهم وسالني بصوت عال باحتقار معك الف ليرة بالجزدان مو هيك فماكان لي الا ان اوافقه بعد ان وضع البقية في جيبه وقال لي بصوت خافت هاي رح نمرقلك الليلة هيك انبسط كنت استطيع رؤيته من اسفل العصابة ولكن كان الغضب يحل عليك اذا اكتشف محاولتك النظر اليه . ثم اقتادوني الى ممر واسع على اطرافه ابواب صغيرة بعض شبابيكها الصغيرة مفتوحة تطل منها وجوه شاحبة تحاول استراق النظر على الضحية الجديدة فبدأ السجان باغلاقها والسباب على من بداخلها والضرب بالسوط على الابواب وقوله بدك تتفرخ يا أخو ال.... لاكتشف لاحقا ان تلك الابواب كانت للمنفردات وصلنا الى احد الابواب فقام بفك قيدي والعصابة وفتح باب السجن وقال فوت انقلع فعندما دخلت رايت رجال اشبه بالاشباح تتكدس فوق بعضها البعض والكل التف حولي وسيل من الاسئلة بدات تنهال علي علهم يحصلو على خبر مني ماذا حل بالثورة واين وصلت الامور وكانو يصابون بخيبة الامل عندما يعلمون انني قادم من معتقل اخر واخباري قديمة كانت غرفة السجن بمساحة 6*4 تحوي 84 معتقل يفرش ارضها بطانيات عسكرية مملؤه بالحشرات والقمل الذي كان يتجول بيننا على هواه وفي زاوية الغرفة مرحاض مستور بحائط بارتفاع 40سم وفيه حنفية ماء نادرا ماتعمل مخصصه لكل الاحتياجات وحتى الشرب لانه ممنوع حتى امتلاك قنينة ماء لتعبئتها
لم تكن تتملكني تلك الوحشة التي تملكتني سابقا بالرغم بجهلي ماذا ينتظرني وبالرغم من ضيق المكان وعفونته وحشراته التي اعتادت علينا واعتدنا عليها مع مرور الوقت فهنا اشخاص يؤنسون وحشتك ويخففون آلامك وعذاباتك فكنا 84 شخص وكل واحد يحمل حكاية من الالم والعذاب ولكن الشئ الوحيد المشترك هو آثار السياط والجروح على اجسادهم كان اقدم السجناء ابوعلي وهو من حمص من حي الخالدية والذي كان ينتظر حكما بالاعدام هو وابنه الذي وضع في الزنزانة المجاورة وكنت اتساءل بعد ان عرفت بانه مدني وجوده بيننا حيث ان كل الموجودين في هذا القسم من العسكريين والذي كانت تهمته الارهاب وقتل عناصر من الجيش وضرب حواجز حتى اخبرني لاحقا انه تم تحويله من 5 شهور الى هنا بعد ان اعترف بان ضباط لهم وزنهم من الطائفة العلوية كانو يبيعونه السلاح من حي الزهرة فتم تحويله الى ذلك المكان حتى يتم استدعاء واستجواب اولئك الضباط والذين لم يحضرو حتى تاريخ خروجي والشخصية الثانية والاهم ابو محمود العميد الحائز على شهادة الدكتوراه في العلوم الذرية خريج روسيا والذي كان يعمل في مركز البحوث العلمية في برزة والذي كان يقضي يومه 134 في السجن عندما التقيته بعد احتجازه 62 يوم في المنفردة فهل تصدقون ان انسان يعيش 62 يوم في منفردة ويبقى طبيعيا طبعا التهمة من جنس الاختصاص فشخص متل ابو محمود لاينفع معه التهم التقليدية فكانت تهمته صناعة متفجرات والتعامل مع جماعات متطرفة والسؤال من اين مصادر تلك التهم . فلدى ابو محمود ابن خريج صيدلة زراعية فاتح صيدلية زراعية في في منطقة ببيلا وفي احد الايام كان يقوم بتركيب احد الادوية الزاعية في مختبره فحصل انفجار ادى الى حريق توفي على اثره شخصان فقام الابن بالفرار فما كان بهم الا ان داهمو منزل الاب بعد دراسة عميقة عنه وتم وضع CD في احد ادراج طاولة الكمبيوتر يحوي على معلومات عن كيفية تحضير المواد المتفجرة والعبوات الناسفة اما تهمة التطرف فجاءت بسبب التمس عذركم عن ذكره فتم اعتقاله كان ابو محمود رجل تجاوزالسبعين من العمر وكونه يحمل الدكتوراه فلا تنطبق عليه القوانين العسكرية المتعلقة بسن الخدمة فلا يخضع للترفيع حسب الملاك فكنا نعزه ونحترمه جميعا وكان ملاذنا الدائم وكان الوحيد بيننا الذي لايتجادل على جلوسه قرب الباب احد فالجلوس قرب الباب ميزة لايدركها الا من عاشها فكنا نتسابق الى ذلك المكان لانه كان يمر من الشق الذي تحت الباب بعض النسمات حتى لوكانت فاسدة ولكن افضل من الموجودةداخل الغرفة المغلقة التي تشعر انها خلت من الاكسجين
كان البرنامج على الشكل التالي تحقيق صباحي ومسائي وكنا من خلالهم نعرف ان الان ليل او نهار طبعا كل يوم كان يخرج قسم للتحقيق ولاتعرف متى دورك وطبعا بعد كل تحقيق يستمر من 6 الى سبع ساعات وانت واقف ومكبل وممنوع من الحركة ومعصوب العينين ولاتسمع الا صراخ وعذابات واصوات وتوسلات المعتقلين وبالمقابل صراخ ومسبات المحققين وبعد كل دفعة تذهب للتحقيق كان على الذين ينطرون في السجن والذين حالفهم الحظ ولم يخضعوا هذا اليوم للتحقيق ان يحضرو بعض الخرق من قمصانهم الداخلية ليمسحو جراح من ياتي من التحقيق والدماء تسيل من اجسادهم من كل الاماكن وتحاول ان تكذب عليهم بان جراحهم بسيطة وان تلك الالام لاداعي لها وفي معظم الاحيان كانت الدموع تطغى على المشهد ليس دموع الالم او الخوف ولكن دموع الاحساس بالظلم والقهر من اشخاص لايعرفون معنى اخي بالوطن ولايملكون ادنى مقومات العلم والانسانية وكان عقولهم برمجت للظلم والقهر والتخوين فكنا دائما نرى باعيننا كيف يصنعون التطرف وكيف يلصقونه بنا
كان الطعام عبارة عن وجبات يمدوك بها حتى لاتموت فالفطور بالكاد تحصل على حبة زيتون واذا حالفك الحظ تكون غير فاسدة والغداء قصعة مايسمى برغل وهي عبارة عن قمح مكسر ومليئ بالبحص والاكل بالايدي لان الملعقة وتلك الاشياء من المحرمات والعشاء نفس القسعة من شوربة العدس المحمضة وفي كل الاحوال لاتكفي 3 اشخاص كنا نستجدي السجان ان يعطينا قصاصة اظافر كان ينهال علينا بابشع الشتائم كنا نصلي بالسجن على مراحل حتى لايدري احد بنا لان الزاوية المحازية لباب السجن والتي بعيدة عن مرمى نظر السجان في حال فتح طاقة الباب لاتسع الا ثلاثة اشخاص وكنا نختار توقيت الصلاة بشكل تقريبي من خلال وجبات الطعام وموعد التحقيق حتى انه في احد المرات فتح السجان طاقة الباب فشاهد احدهم يصلي فكانت الطامة الكبرى واللعنة التي حلت علينا جميعا فجره باتجاه غرفة التعذيب وانهال عليه بالضرب ووضعه في الدولاب وقام بشبحه حتى الصباح في المنفردة وتم اخذنا تباعا الى تلك الغرفة ليدولبنا بمصطلح العامية
يتبع .....




أخر ما نشر