الفساد في الأنظمة القمعية يزيدها قوة في قمع أي محاولة للتغيير
الأربعاء 6 أبريل / نيسان 2016 17:02
لينا ملاّ
الفساد في الأنظمة القمعية يزيدها قوة في قمع أي محاولة للتغيير
شبكات الفساد :

كتبت إحدى الصحف العالمية، أن الوثائق المسربة عن شركة موساك فونسيكا للخدمات القانونية والتي مقرها بنما - ويبلغ عددها 11 ملون وثيقة - ، ستؤدي إلى فضائح فساد كبرى وستهز جميع أنحاء العالم .
لكن ماذا يؤثر ذلك على سمعة بشار الأسد أو بوتين أو ملك السعودية وأمير قطر السابق؟

فالعالم الصامت فيما سبق، تهمه الأموال !! ولا يقيم شأناً للسمعة النظيفة أو القذرة، فأموال الخليج والتي تعود للأمراء والملوك تبلغ ما يزيد عن 1000 مليار دولار وهي تستثمر في خارج أرضها وتوفر ملايين الملايين من فرص العمل، وأموال آل الأسد ومخلوف وحتى 2012 قدرت بـ 120 مليار دولار وأدت إلى إفقار السوريين وانتشار الفساد الذي ولد ثورة الشعب. وهي ثورة يحاولون حرفها وإخمادها بشتى الطرق حفاظاً على مصالح متشعبة وملوثة .

هذه الأموال هي من أعطت هذه الأنظمة القدرة على الديمومة، وعندما تفرج الشركة البنمية عن 11 مليون وثيقة دفعة واحدة، فلأجل صنع بلبلة وتمييع لجرائم مهولة في الآن ذاته ولأغراض خفية لم نعرفها بعد، على الأقل أن وثائق ويكيليكس كانت بأرقام معقولة يمكن اعتمادها وتعقب أنواع الفساد الذي أشارت إليه .

ليس في روسيا الاتحادية من يجادل في قيمة ثروة بوتين التي تعود إلى عمليات فساد مالي بدأت عام 1992، ولولا قدرته المالية الضخمة لما نجح في فرض نفسه على حيتان الدب الروسي ولما نجح في اعتلاء العرش وضمان الاستمرار فيه حتى اليوم، هذه الثروة يتم تقديرها هناك همساً، فقد اعتاد الناس بأن تختلط أموال القياصرة الروس والسوفييت مع أموال الخزينة العامة، باعتباره آمر الصرف بلا رقيب.

وفي سوريا الناس تتحدث عن ثروة آل الأسد منذ عقود، منذ زمن رفعت الأسد الذي فاجأنا بأنه رجل عصامي بدأ من الصفر وبمساعدة ذريته الطيبة ، وشاركناه الاكتشاف والاستحسان في أنهم رجال أعمال من الطراز الرفيع ويتقنون أعمال السحر والأبرا كادابرا، فيحولون الليرة إلى ملايين.

المشكلة دوماً أن هذه الأنظمة محمية من المستفيدين وهم كثر إقليمياً وعالمياً ..
وهي أموال يصعب استرجاعها لأنها تشابكت مع ملايين المصالح . لكنه يبقى مطلباً لا يمكن التنازل أو التراجع عنه ..
ودعونا نتساءل :
ماذا نعرف اليوم عن أموال مبارك وزوجته ونجليه، فلقد أخلي سبيلهم مع شهادة حسن سيرة و سلوك واليوم يعيشون حياة بذخ كما في السابق ويؤمنون بأن المليارات التي بحوزتهم كانت بأعمال الشطارة والفهلوة !!
ماذا عن أموال القذافي وأولاده وحاشيته، ماذا نعرف عن مصير بن علي وزوجته الشبقة للمال ؟

الواقع أنه في غياب الشفافية يمكن تغطية الفساد بمزيد من الفساد .
يقيني أن الحل الوحيد لبتر هذه الظواهر العالمية، هو في تغيير تلك الأنظمة، وتداول دستوري للسلطة، فمن حدد ولاية الرئيس بسنوات محددة، يعلم تماماً بأن بقاء الرئيس مدة طويلة سيحوله من منقذ شعبي جاء عبر الانتخابات .. إلى مدمر ودائماً عبر المال .

قادمون




أخر ما نشر