خولة يوسف ، قسوة التجربة كانت ضرورة للبقاء .
الأثنين 16 مايو / أيار 2016 20:15
خولة يوسف ، قسوة التجربة كانت ضرورة للبقاء .
لا يمكننا ك أسوياء أن نُحبّ من يؤذينا ..
ولا يُفسرُ قبول الإيذاء حبّاً مهما أنكرنا ذلك ..
قد يكون خوفاً .. ضعفاً ..حاجة .. أو عدم سوية نفسية .. قد يكون كل شيء ما عدا الحُبّ ..
..
تؤذينا أوطاننا حتى بات معنى الوطن مشوها ً والإنسان منّا مشوه ٌ أيضاً في كافة تعريفات الانتماء والتواصل والإيمان ..
..
كل ما يحدث لنا الآن من إنهيارات في كل تفاصيل العلاقات البشر بين بعضهم البعض أو مع قناعات سابقة أو مع الانتماءات العقائديّة أو حتى في العلاقة بالوطن نفسه ومفهومه الضيق والواسع هي مجرد ملامح رفض الإيذاء القديم وعدم التحجج بالصبّر ..
الصبّر يجب أن لا يكون فيه مهانة للذات الجوهريّة للإنسان ..
لا يكون صابراً من يرضى أي نوع من الإذلال وانتقاص القيمة والحقوق ..
كل هذه الانهيارات رغم فداحتها هي تؤسس لمفاهيم جديدة ومعرفة جديدة مبنية على اختبار وليس على نظريات و أوهام أو مقدسات ..
الآن يبدأ من هذا الآلم الساحق الذي نحياه تأسيس أفضل لإنسان أكثر حقيقية ..
..
إنسان يعرف كيف يمكنه تجاوز الآلم و المِحنة ب صدق أكبر .. وربما يكون الصدق الأول منذ فترات طويلة ..
لا بأس .. لا بأس علينا ونحن نخوض عمق تجربة الخلّق من جديد ..
..
المهم أن نتعلم من قسوة التجربة التي ما كان هناك طريقة لتجنُبِها .. كانت ضرورة البقاء ..
لو عقِلنا ذلك ..



أخر ما نشر