لم أعش لحظة فرح إلا نادراً !!
الثلاثاء 31 مايو / أيار 2016 21:33
عزام الدالي
لم أعش لحظة فرح إلا نادراً !!
مشكلتي بهل الحياة اني كل يوم بفتح صفحة جديدة ومع كل بتأمل من جديد من وقت ما كان عمري 5 سنين لما اهلي انفصلوا عن بعض ، كنت وقتها بصف التحضيري ، كان اول شخص حبيتو هو ابو خالد شوفير باص المدرسة ، كان كل يوم يعطيني كيس بطاطا ديربي لانو كنت ابكي لأنستي مشان يرجعوني عالبيت ، لما ارجع عالبيت ما تكون ماما موجودة ، كنت حس بقهر مع اني ما كنت اعرف شو هو القهر ، كبرت سنة وصرت بالابتدائي وانتقلت لعند ماما وبوقتها حبيت المدرسة شوي لانو كانت ماما تاخدني وتجيبي ولانو كان في بنت حلوة شعرها اشقر ومكزبر معي بالصف وع نفس المقعد ولانو كانت مدرستي بنص الشام يلي انا بحبها وبعشقها ، مضت سنوات الابتدائي بسرعة ما لحقت افرح بطفولتي ولا لحقت العب حتى ما بتذكر بيوم لعبت طابة او ركضت او افرحت ، الا مرة وحدة بس حطوني حارس مرمى وكان خالي هاجم ع المرمى ليشوط الطابة ويسدد هدف وطبعا انا هربت فورا وتركت المرمى لانو رجلو اقوى من رجل كابتن ماجد ،
وصلت للمرحلة الاعدادية وبوقتها ماما اتزوجت وبابا كمان اتزوج ورجعت لعيش عند بابا بجو جديد وعيلة جديدة ونفسيتي محبطة ومدمرة وكنت يادوب اتأقلم ، كنت اغلب الاوقات اغسل بدلة مدرستي ع ايدي واكويها بأيدي ، وكان كل تفكيري بماما المسافرة مع زوجها بوقتها عالسعودية يلي كانو يجوا كل سنة زيارة عالشام بسيارة تويوتا كورولا في تلاجة صغيرة من ورا كنت حط فيها البيبسي والشوكولا ، هي التلاجة يلي كانت تفرحني شوي متل ما كانت اختي الصغيرة بوقتها يلي من ماما وزوجها تفرحني بضحكتها خصوصا لما كنت جر عربايتها طريق الصالحية وبحارتنا قدام ابو شاكر العصير وشوف حالي بأختي الفصعونة ، وصلت للصف التامن وانا بقمة الكأبة والحزن وعدم الاستقرار وكان بوقتها يتحطط عليي استاذ العسكرية لاني كنت البس بوط رياضة مع اني كنت حب مادة العسكرية والقومية اكتر شي ، وحبيت شوي مادة الموسيقى لانو كانت الانسة حلوة ، رسبت اول سنة بسبب عدم استقراري وبسبب ظروفي علما اني والله كنت من المتفوقين الدائمين ، بس كان تفيري بماما البعيدة عني هو الشاغل الرئيسي لتفكيري ،
اجت العطلة الصيفية وكان في تحت بيتنا بوقتها ( بيت بابا) مشغل خياطة صرت انزل اشتغل فيه لاتعلم وانا ندمان وزعلان لاني فشلت بالدراسة وصارت ماما تجي بالصيف عالشام لتزورني وانا كنت اضطر اترك الشغل لشوف ماما وعيش معها هل الشهر بالسنة كلها ، وكانت كل العيلة من الطرفين يعملولي ابطال زمانهم ويبيعوني حكي ومواعظ بأنو لازم اهتم بشغلي وما اتركو كرمال ماما ، بيوم من الايام وبصفحة جديدة قررت انو خلص انا لازم فعلا اهتم بدراستي ، رحت عالمديرية وسجلت عالتاسع بس حرة واشتريت الكتب بوقتها من اجرة اربع شهور شغل كنت مجمعهم ، وصرت ادرس واشتغل ،
حبيت الخياطة وبوقتها صرت بمرحلة التفصيل ، وبيوم من الايام رحت لاخد نتيجة التاسع لاتفاجئ اني راسب ، زعلت كتيييير وما قلت لحدا ، اصلا ما كان في حدا بوقتها بيعرف اني عم ادرس حرة الا ابن خالي خالد يلي كان يساعدني شوي ، قدمت عليها السنة التانية ونجحت ، وبعدها قدمت عالبكالوريا ووافقوا لانو سني القانوني بيسمح وماكان في دعي انطر تلت سنين ، وبقيت عم اشتغل كانت سنة 2003 ، اخدت البكالوريا بنجاح وتقدير جيد، وهون كانت صفحة جديدة ، وقتها سجلت معهد دورات الكترونيات ونظم معلوماتية وبقيت شهور وما كملت لاني ما كنت عارف شو بدي من الحياة ، تركت ، سجلت بعدها محاسبة تجارية وبنفس عم اشتغل وبوقتها اترقيت شوي بشغلي واستلمت ادارة المعمل والحسابات وصرت مكان ثقة عن صاحب المعمل وصار يسفرني معو برا البلد نشوف معارض وموديلات ، ادللت كتير بشغلي لاني كنت جدير بالمكان يلي انا فيه وبوقتا كان الي امتيازات وسفرات وتعويضات وبدل ساعات عمل اضافية و كنت اخد راتب شهري اكتر من راتب بابا الحكومي وانا بعمر 22 سنة ، وقتها طلبت من صاحب المعمل اني ارجعل لقسم القص وما بدي قعدة المكاتب والكومبيوتر لاني حبيت القص والتفصيل وبدي كمل فيهم ، وصرت بعد سنتين قص وفصل وصرت صمم الخط البناتي والصبياني ،
كانت حياتي وما زالت عبارة عن عجينة من القهر والامل بنفس الوقت ، وكنت بوقتها محكوم بتصرفاتي ، كنت اتمنى اني كمل دراستي ، وكنت بوقتها احتار بين العلوم السياسية والكلية الجوية ، كنت حب اطلع طيار حربي وكنت حب صير مصمم ازياء وكنت حب صير رئيس كمان .
كنت حب شغلات كتير بس ما كنت اعرف شو بدي بالضبط يمكن لانو ما كان في حدا يقلي شو بدك ؟
كنت اشعر اني انا المسؤول عن اهلي بالرغم من كل القهر يلي سببولي ياه نتيجة انفصالهم عن عبض، خصوصا لما اجيت لهون عمصر اخر مرة من اربع سنين وبوفاة زوج والدتي (الله يرحمه) حسيت بالمسؤولية الاكبر تجاه ماما واختي ، وبنفس الوقت وبسبب عامل الغربة والظروف حاسس بمسؤولية اكبر كمان اتجاه بابا وزوجته واخواتي بسوريا يلي عم يعانوا اليوم ما يعانيه كل السوريين ،
ورغم كل القهر والشوق لبابا ولاخوتي ورغم صعوبة الحياة والظروف اقدرت افتح صفحة واشتغل واتطور وانشالله مستمر ومكمل طالما في ارادة ونفس بهل الحياة
انا الشاب ذو 29 ربيعاً اشهد بالله اني لم اشهد ربيعاً واحداً ولا ضحكة واحدة الا اللهم فترة شهور بسيطة قبل بداية الثورة وكأني كنت استودع جميل سوريا دون ان اشعر .
طولت بالبوست عليكم الاصدقاء الاعزاء ، اعذروا جرحي ، ودَعوني افتح صفحة جديدة



أخر ما نشر