يمكن أن نتهم اسرائيل بالتحريض على الصراع السني ـ الشيعي وتوظيفه ، ولكنها ليست هي التي صنعته أو تصنعه اليوم . إنه فعل تاريخي يستيقظ ويتم مده بوقود المشاعر الملتهبة .

يمكن أن نتهم الغرب والشرق أيضا بالتحريض ولكنهما لم يصنعاه . نحن الذين صنعناه . إنه نتاج تاريخ طويل لم يعمل أحد على إطفاء ناره ، وتزيده المصالح والصراعات الوطنية والقومية والدولية اشتعالا .. إنها توظفه ولكنها لم تصنعه .

ثقافتنا العربية ـ الإسلامية بكل عناصرها وموجودها وتاريخها هي التي تصنعه وتوقد ناره ، ثم يستفيد من هذا الآخرون .

ليس الدين هو الذي صنع المذاهب . المؤمنون ومصالحهم هم الذي صنعوها ويوظفونها . نحن الذي صنعنا كل هذا الواقع بمصالحنا وخلافاتنا ونزوات الحكم والسيطرة والغلبة ، وكدت أقول والبداوة المازالت في أعماقنا وهي التي صنعت وتصنع وستصنع واقع الصراع وشروطه ، أنظمته ودوله وشرائح سلطاته .

مادخل الله بما نختلف فيه وعليه من مصـالح . ما دخل سيدنا محمد بما يجري . مادخل علي أو عمر بواقعنا اليوم .؟ وحدها المصالح ونزوات السلطة وصراعاتها تصنع كل هذا الواقع ثم ننسبه زورا للتاريخ ورجاله . نزيد عليه ونضيف إليه كل يوم ثم نصنع منه أسباب فرقتنا وحروبنا .. ثم ثم يصنع كل منا إلهه يقاتل به إله الآخر ونبيه يقاتل به نبي الآخر وخليفته المفضل يقاتل به خليفة الآخر المفضل .

مازلنا بداة . مازلنا غفلا . مازلنا أدوات . ونتهم الآخرين .!!