الهوية الفوضوية والهوية الإنسانية
الأثنين 11 يوليو / تموز 2016 21:13
بشار السباعي
الهوية الفوضوية والهوية الإنسانية
فقدت هويتي منذ خروجي من بلدي و وطني الغالي الذي أحتضنني لعقدين من الزمن. ذهبت باحثاً عن قومية جديدة ، بعيدة عن العروبة أو الإسلام ، قومية تلمّ أشلائي وأجزائي المبعثرة عبر تاريخ مزوّر و وطن طائفي مفبرك يلبس لباس البعث والإشتراكية و حق تقرير مصير الشعوب المظلومة. سنوات طويلة حفرت في أعماق ذاكرتي وعقلي خصوصية العرق والجنس والدين والتاريخ حتى أنهكت جميع قوى الإدراك الإنساني والكوني في داخلي. وجدت نفسي معاتباً جذوري على نشأة كاذبة ، مزورة ، هشّة تحطمت عند أول إمتحان لتلك القيم والعادات والتقاليد البالية ، ذهبت أصارع الخرافة والدين والمسلمات لسنوات طويلة، حتى وصلت إلى شاطئ العلم والمعرفة لأجد فيهم قداسة جديدة ، كونية ، تحطم الثوابت و تعشق المتغير ، قداسة ترفع من شأني كإنسان و تصهرني في بوتقة جديدة لا تعرف التعصب لعرق أو دين أو جنس أو هوية ، بوتقة إسمها الإنسانية و قداستها الروح البشرية.




أخر ما نشر