لا يمكن فهم صيرورة الواقع الا عبر الجدل فيه وليس عبر لغة الشعار والمقولة المعلبة وكلمات بسيطة اكل الدهر عليها وشرب .

للتاريخ حركة واتجاه وعلينا وعيهما بدلا من ان ننزلق الى التلفيق والوهم .

المواجهة بين حضارتين , عربية اسلامية وحضارة غربية ليست الا وهم فحضارتنا العربية الاسلامية كانت قد انتهت اكثر من 500 سنة فعن أي صدام نتكلم فزمن تمجيد الدات ولى وكفانا تبدد للجهود في معركة وهمية عقيمة وزائفة .

من الاجدر بنا ان نعجب بنهوض اليابان والمانيا بعد وصولهم الى القاع فلقد قطعوا صلتهم بالماضي وهكدا تمكنوا من اختزال الزمن والاسراع بعجلة البناء والتطور .

لا شك ان العالم معقد لكن لا مناص لنا الا ان ندرس خريطة العالم المعاصر كي نستطيع التقدم ببعض الخطوات , اما اقوالنا بأننا اوصياء على البشرية العاجزة ليس سوى هراء ومراوغة للزمن وللواقع ومنافي للعقل وللمنطق , نحن متخلفون ومجزأون واميون ومهزومون فكيف سيقبلنا العالم اوصياء عليه ؟ .

أي دعوة لاحياء الماضي هي دعوة لاحياء شكلي وايديولوجي فقط ولن تسهم في نهضة ولا في قيامة , انها دعوة الخطاب المغلق التي تعج بالتوجيهات والاحكام المسبقة وتقطع الطريق على الحوار والوعي .

اجيالنا ممزقة ومهمشة لكن الحل ليس طوباويا . افكار مثل الحاكمية وتكفير المجتمع والجهاد واحياء الشكليات واطاعة الامير لن تخلق لنا سوى التطرف والعنف والارهاب .

لا حل لنا سوى البدء من الواقع , سوى امتلاك وعي مطابق لهدا الواقع ولهده المرحلة التاريخية , هكدا نجابه الهزيمة ونمنع وقوعها فنحن احوج الى وعي الهزيمة وليس الى هزيمة الوعي .