كيف تستطيع رؤية الصورة من كل الزوايا ؟ تقنية جديدة ستغير طريقة نقل الخبر والصورة
الأحد 4 سبتمبر / أيلول 2016 17:14
ترجمة - مروان زكريا
كيف تستطيع رؤية الصورة من كل الزوايا ؟ تقنية جديدة ستغير طريقة نقل الخبر والصورة
الواقع الافتراضي يسلط ضوءًا جديدًا على الحرب في سورية
بينما تركز معظم أشكال الواقع الافتراضي على الألعاب وغيرها من ميادين التسلية، تخلق هذه التكنولوجيا الجديدة المثيرة نوعًا جديدًا من الصحافة الواقعية.

لندن – يبدو أن عام 2016 أُعدّ ليكون عام الواقع الافتراضي. مع إطلاق برنامج أوكولاس ريفت، و”فايف إيتش تي سي” وسوني بلاي ستيشن” نسخة الواقع الافتراضي، ومن المتوقع أن تصل مبيعات مجموعات أجهزة النظر إلى الواقع الافتراضي إلى حوالي خمسة عشر مليونًا من الأجهزة مع نهاية عام 2016.

 

وتُعد "يورو نيوز” –وهي شركة تحتوي مجموعة من القنوات الإخبارية وبلغات متعددة يقع مركزها في فرنسا– آخر وسائل الإعلام الكبرى التي استخدمت تكنولوجيا الواقع الافتراضي، وقد أطلقت خدمة ” من دون تعليق 360″ التي تعتمد على تلك التكنولوجيا، وتتضمن تقارير متلفزة واقعية ومترابطة.

يقول دونكان هووبر، رئيس تحرير المنصات الرقمية في شركة يورو نيوز، "نحن مسرورون لإدخال منتج أسلوب الفيديو الواقعي الجديد ضمن عملنا، ما سيمنح جمهورنا القدرة على رؤية الأحداث من زاويتهم هم”.

وقد أدخلت النيويورك تايمز تكنولوجيا الواقع الافتراضي عبر إنشاء سلسلة من أفلام تعتمد مبدأ الواقع الافتراضي لإذهال زائري موقعها على الانترنت، وتوزيع أكثر من مليون جهاز النظر إلى الواقع الافتراضي من غوغل لعملاء الموقع. ومع ازدياد سهولة الحصول على أجهزة النظر إلى الواقع الافتراضي، سوف يزداد استخدام وسائل الإعلام لتلك التكنولوجيا من دون شك.

 

وقد أطلقت منظمة أمنيستي العالمية –المملكة المتحدة- في آذار/ مارس، تجربة 360Syria.com وهي تجربة واقع افتراضي تتيح للمستخدمين القيام بزيارة افتراضية، ومشاهدة الدمار الحاصل على أرض الواقع في مدينة حلب، والذي سببه قصف قوات النظام السوري على المدينة. وباستخدام التصوير والقصص والتسجيلات الصوتية والصور ثلاثية الأبعاد والفيديوهات المجمعة من الناشطين السوريين على الأرض، وكلها بإمكانية دوران كامل (360 درجة)، ويهدف البرنامج من هذا إلى تقديم "تجربة واقعية”.

 

تقول كيت آلن، رئيسة مكتب المملكة المتحدة لمنظمة أمنيستي العالمية، في لقاء صحفي لها: "إذا كانت الصورة الواحدة تستحق ألف كلمة من التعليق، فتجربة الواقع الافتراضي تستحق كتابًا كاملًا. هذه الرحلة الافتراضية الراعبة تأخذ شخصًا يجلس أمام جهاز الكمبيوتر في آلدرشوت أو أبيريستويث مباشرة إلى شوارع مدينة حلب التي مزقها القصف”.

وتتابع: "قد يعتقد كثير منا أنه يعرف ما الذي كان يحدث مع قصف البراميل الذي قامت به طائرات النظام السوري في أماكن مثل مدينة حلب، لكن استعراض هذه المشاهد المروعة، من جميع الزوايا وبـ 360 درجة، يمنحنا فهمًا مختلفًا تمامًا لنوع الدمار الحاصل وحجمه”.

كانت سورية، التي دخلت الحرب فيها عامها السادس، الموضوع الرئيس لمحاولات صحفية أخرى مثل "مشروع سورية” –والذي أطلق عام 2014– والذي دعمه المنتدى الاقتصادي العالمي ليحكي معاناة أطفال سورية.

تتيح تجربة الواقع الافتراضي لمستخدميها استكشاف المشهد في الشارع قبل، وفي أثناء، وبعد انفجار قنبلة. ويوضح "مشروع سورية” الأرضية المتوسطة الصعبة -والتي كان على صحافة الواقع الافتراضي أن تقوم عليها– في المنتصف بين الصحافة التقليدية والقصصية.

 

وفي حديثها ضمن ندوة عن صحافة الواقع الافتراضي في فانكوفر في حزيران/يونيو، وضحت كاساندرا هيرمان، منتجة الأفلام الوثائقية، أن على منتجي وثائق الواقع الافتراضي إتقان مسألة صعبة، وهي التزويج بين الحكاية وبين صور واقعية، حيث تقول "ما أراه في الأغلب، هو مجرد مجموعة من الصور. ومجرد كونها واقعية لا يعني أنها تتضمن حكاية، ولا يعني أنه ليس عليك أن تقود الجمهور عبر تقنيات السرد التقليدية. نعم، يمكن المزاوجة بين الأمرين.”

 

وتتفق نوني دي لا بينا، وهي كاتبة ومخرجة "مشروع سورية”، مع تلك الرؤية، إذ تقول "الصحافة الواقعية هي أن تستخدم مزايا الواقع الافتراضي الفريدة –قدرتها على تحريض التعاطف وإمكانية توصيلها تفاصيل وأبعاد القصة من الناحية المكانية– لتسليط نوع جديد ومختلف من الضوء على القضايا الكبيرة، فالأفضل لبعض القصص أن تقص بهذا الشكل وباستخدام هذه التكنولوجيا أكثر من أي شكل آخر.”

 

وتعرف دي لا بينا بعرّابة الواقع الافتراضي، وتقول في هذا الشأن: "يمكن لتجربة واقع افتراضي توليد تعاطف هائل مع شخصيات القصة وأوضاعها، بسبب واقعيتها من جهة، وذلك الإحساس بالحضور في المكان نفسه من جهة أخرى. ولا شك عندي أن الواقع الافتراضي يصبح أكثر بكثير من مجرد ظاهرة، هناك الكثير من الشركات التي تعمل في هذا المجال الآن، وكذلك هنالك منظمات إعلامية كبرى تقوم باستخدامه، وأهم ما يحدث هو انخفاض تكلفة هذه التكنولوجيا مع مرور الوقت، وبالتالي سوف يسهل الحصول عليها أكثر فأكثر في المستقبل، وستصل إلى شريحة أوسع من المتابعين حول العالم.”

المصدر: موقع جيرون



أخر ما نشر