قصة فارس الخوري مع مشروع جر مياه عين الفيجة إلى دمشق
كيف تم انشاء شبكة مياه الفيجة.
الأحد 8 يناير / كانون الثاني 2017 18:02
رزق الله شكور
قصة فارس الخوري مع مشروع جر مياه عين الفيجة إلى دمشق
سنة 1921 فكر الفرنسيون في جر مياه الشرب من نبع الفيجة إلى أحياء مدينة دمشق على أن يعطوا امتياز هذا المشروع إلى شركة فرنسية.
كان رئيس البلدية يومها يحيى الصواف، فعرض عليه مستشار البلدية الفرنسي مشروع الامتياز وشروطه. عندها طلب رئيس البلدية من فارس الخوري -الذي كان آنذاك مشاوراً حقوقياً للبلدية- دراسة هذا المشروع.
عندما درس فارس الخوري المشروع تبين له أن شروطه تضر بمصلحة السكان فسجل اعتراضاته على ظهر الأوراق المقدمة إليه وذلك لتعطيل المشروع الأجنبي. اقترح الخوري تأسيس مشروع وطني تكون فيه مياه نبع الفيجة ملكاً للأمة السورية وأنهى دراسته بوجوب الاعتذار عن قبول الطلب لما يحمل بين طياته من الحيف على البلد وبقاء ري ظمأها في أيدي الأجانب.وتمت إعادة الأوراق إلى مستشار البلدية الفرنسي الذي غضب جداً من رد المشروع خصوصاً بعد أن قام الخوري بتدوين كل مطالعته على الأوراق المقدمة.
بعد حوالي السنة قامت مجموعة من التجار الدمشقيين بالاجتماع لبحث موضوع تأسيس شركة تجارية لتوزيع المياه من نبع الفيجة، ولكن فارس الخوري عارض هذا المشروع بشدة لأنه أراد أن تكون هذه الشركة عمومية أهلية لا استثمارية. ولذلك قدم الخوري في اليوم التالي مشروعاً وطنياً مفصلاً من أجل جر المياه من نبع الفيجة، وهذه الدراسة هي التي اعتمدت ونفذت وما زالت قائمة إلى اليوم . واختير من أثرياء دمشق أن يدفعوا كلفة المشروع واشترط أن يكون مال حلال لا يعرف عن صحابه ربا ولا سرقة ولا غيرها مما جعل من يرفض اشتراكه وصمة عار في حقه ,فكان من شارك ودفع أشد فرحا من الذي لم يشارك .وتم المشروع ووصل الماء الى بيوت دمشق مجانا واصبح الدمشقي يدفع اشتراك رمزي . واحتفل في حديقة المنشية بمناسبة ضخ المياه .
قال الخوري في خطابه يوم الاحتفال "الأمة التي تستطيع فتح هذه الأنفاق وبناء هاتيك السدود وإسالة المياه بهذا الأسلوب الرائع الذي غفل عنه الرومانيون على جسامة حضارتهم واستبحار عمرانهم، لا تعجز عن النهوض بالمشاريع الأخرى الجسيمة والتدرج في الصناعة والإنتاج، إلى أن تستغني عن كثير من المنتجات الأجنبية وتؤيد لنفسها توازناً اقتصادياً تصان به ثروتها ويضمن بقاؤها وتبني استقلالها السياسي على أراكان الاستقلال الاقتصادي الذي بدونه تبقى عرضة لأطماع الطامعين وجشع المستعمرين. أجل إن أمتنا فقيرة بالمال ولكنها غنية بالإيمان الوطني، ضعيفة بالآلات والأعتاد وإنما هي قوية بالتضحية وبالغيرة القومية، ومتى كان للأمة إيمانها فإنها تكون قادرة على صنع المعجزات".
ومع أزمة مياه دمشق اليوم يجب أن نتذكر أننا بخلافتنا يهدمون ما بنى أجدادنا ....أنها مياه سكان دمشق وصلت اليهم بتعب أجدادنا ومهما حصل يجب أن نظل يدا واحدة بخدمة بلدنا وأهلنا..
أرجو نشر هذا المنشور لأكبر قدر من السورين لتعم الفائدة و المعرفه للجميع
دامت سورية و دام عزها بخير وسلام



أخر ما نشر