ألايزال ابني حياً
الأربعاء 18 يناير / كانون الثاني 2017 22:15
مريم الحلاق
ألايزال ابني حياً
الشهيد الطبيب أيهم غزول
تروض نفسك على قبول الواقع إن ابنك قد استشهد في المعتقل،وتُوهم من حولك بأنك تأقلمت معه ,على الرغم من قسوة ذلك , وتعيش حياتك العادية ,تخرج ,تتحدث ,تساير في ــــ لعب الورق ــــ وطاولة الزهر,تضحك وتسمع صوت ضحكتك الجوفاء ,فتستغرب الصوت
كم من الزمن لم تضحك ضحكة صافية صادقة , ,,,,, والجميع يحسبك تأقلمت !!!!!!
وفجأة يظهر أحدهم قائلاً : ـــ مازال حيّاً ـــ وتعود الآلام والأشجان والأحزان لتظهر على سطح ما كنت تخبئه وتخفيه, تحاول التماسك واستخدام العقل ,فيخونك كل ذلك,تصبح ضعيفاً هشاً أمام أي كلمةٍ تسمعها أو تبصرها في عيني وفم الكبير أو الصغير.

ويبدأ الأمل الذي لم تفقده يوماً، للنمو والتشعب في جميع خلايا جسدك ,في تفاصيل دقات قلبك ,والآهات التي يصدرها تنفسك ,
هل ستلمح وجهه الجميل مرةً أخرى ؟؟؟؟ هل ستضمه بين ذراعيك ثانيةً؟؟؟؟
هل ستجلسان في الصباح وترتشف قهوتك بينما هو يشرب كأس الحليب ممزوجاً بالنسكافيه , وتتحدثان , بينما تنصتا لصوت فيروز القادم من غرفته .
هل ؟؟ وهل؟؟؟ وهل؟؟؟
تسترق السمع لعل أحدهم عنده خبر ولم يشأ أن يخبرك به ,لأنه غير متأكد من صحته ...تنظر إلى الهاتف الصامت في إحدى زوايا الغرفة ,هل سيرن يوماً ويحمل الرنين خبراً تنتظره؟ وجوّالك لا يفارق يدك حتى وأنت نائم لعلّه سيكون هو من يحمل البشائر .
وتنتظر و تنتظر ,ويطول الانتظار ...وفي كل صباح تمني نفسك ,سيكون هذا اليوم الموعود ...ويأتي الليل لتقول غداً صباحاً سيتحقق الأمل.....
تقضي الليل متضرعاً ـــ لله ــ تدعوه بكل ما يختلج في نفسك ,ترجوه أن يرد إليك ولدك الذي فقدت,وأن يطمئنك عليه ويعيده إليك سالماً وبأسرع وقت .
وتمر الليالي ,ويخبو الأمل ليعود إلى مكانه في داخلك ,ولتعود الحياة إلى يومياتها
وتعود لتروض نفسك من جديد على العيش فيها.......



أخر ما نشر