هل أصبح القبر حلماًً ؟
الأربعاء 18 يناير / كانون الثاني 2017 22:43
مريم الحلاق
هل أصبح القبر حلماًً ؟
حين يصبح القبر حلماً
حين أرى جنازة تمر بالقرب من بيتنا ،أتخيل الميت شاباً، تتبادر إلى ذهني أشكال موته هل كان مريضاً ؟هل أصابته رصاصة قناص ؟؟أم شظية من قذيفة أراد قاذفوها العبث بالأرواح ؟؟؟ أم استشهد وهو يقاتل الأعداء أياً كانوا ،وبالتأكيد لم يستشهد في الأقبية العتمة تحت التعذيب،،،فهم لم يسلموا جثامين من قتلوهم في معتقلاتهم،وتحت سياطهم وهم يستمتعون بأنينهم وصرخاتهم حين تأز الكهرباء في أجسادهم،وحين تطقطق الفقرات في رقابهم وظهورهم ،وتظهر علامات الانتصار على وجوههم حين يفارق الحياة أحد المعذبين!!!!!
أتخيل أم هذا الشاب وهي ملتاعة الفؤاد ولكنها مطمئنة !فهو سيكون قريباً منها ولو في قبره..........
فقد رأته وودعته ...قد تكون عاتبته على رحيله المبكر ؟ وعلى مغادرته الدنيا .... ولابد أنها قبلته قبلة الوداع الأخير......
الأمر الذي لم تفعله أمهات الذين استشهدوا ولم يرين أولادهن،لم يودعنهم ،ولم يعاتبنهم ،ولم يقبلنهم ...........
هنّ يحلمن بقبور تضم أجساد أولادهن ،يذهبن إليها كلما فاض الحنين وازداد الاشتياق ، يحدثنهن عما جرى وما يجري في غيابهم ؟، يبحن لهم بما يكتمونه عن أقرب الناس إليهن .
ولكن الحلم يبقى حلماّ....
أرأيتم كيف أصبح القبرحلماً .



أخر ما نشر