تناقضات لاجئ
الأحد 2 أبريل / نيسان 2017 12:08
نورس محمد
تناقضات لاجئ
استيقظت مفزوعا على وقع ركلات الضابط (xxx) على ابواب الزنزانات في أحد السجون في سوريا. لأهدئ من روعي، غسلت وجهي بماء بارد كبرودة الجو في بلاد الكفر الاوربية. عرجت على الثلاجة لأتفقد ما احتاجه من المأكولات واذ ببقايا المأكولات تترنح نائمة فوق بعضها البعض كنوم العجزة في القمة العربية. خرجت على رؤوس اصابعي لكيلا الفت انتباه جاري الذي حاول مرة ذبحي عندما طلبت منه ان يخلع كيس الزبالة عن زوجته ويذهب بها الى شاطئ العراة ويندمج في المجتمع الأوربي ويتمتع بالحرية.
وفي الطابق الأرضي ألقيت التحية على الكافرة التي اعلمها اللغة العربية مرفقة بحركات الرفع والضم وهي تعلمني اللغة الانجليزية.
ما ان خرجت من المبنى حتى صادفت قطة سوداء تعبر الطريق، غيرت وجهتي على الفور، فانا أتشاءم من القطط السوداء الماسونية.
وقفت على مفترق الطرق انتظر اشارة المرور لتغير لونها من الشيوعية الى لون ال سلول الوهابية.
دخلت السوبرماركت والتقطت بعضا من الطعام مبتعدا قدر الإمكان (والعياذ بالله) عن المنتجات الخنزيرية.
وقفت انتظر على الطابور كمن ينتظر على باب الجنة لملاقاة اثنان وسبعون حورية. كانت تقف وراء الة الحاسبة بصدرها الملحد وفمها البعثي ونظراتها الشوفينية.
جمعت الحورية وطرحت وضربت ثمن ما التقطته من الطعام ورغم قلتهم فالمجموع كان أعلى من سعر غسالة مسروقة تباع في سوق السنة في شامنا الابية.
ضغطت على مفتاح على الالة الحاسبة لينطلق مجرور من اسفلها بسرعة ينوي الانفصال، كنيَة انفصال الاكراد عن سورية. توقف المجرور عند الحد المسموح له وارتضى لنفسه بالكونفدرالية.
بينما وهي تعيد لي بقايا حلمي المسلوب، تفحصت جسدها مستخدما اشعة سينية. لأتأكد ان كانت من أحفاد ادم وحواء مثلي ام من أحفاد القردة الفرويدية. وإذ بقلادة تلف عنقها تحمل ما يثبت بانها ذميَة. كبَرت بأعلى صوتي واعلنت الجهاد على النصرانية.
مددت لها يدي مصافحا وقلت لها: انا من بلد اسمه سوريا.
نظرت الي ببرود عاهرة روسية وقالت: نكست.
طعنتني العاهرة وغدرت بي. أحسست بالإهانة. أحسست بما يحس به الممانع، المقاوم عندما تحاك ضده مؤامرة كونية صهيونية.
لو كانت أقرب قليلا لشحطتها من شعرها وأخذتها سبيًة ولبعتها في سوق النخاسة واشتريت بثمنها موبايل غالاكسي نوت 6 وارسلتها الى حبيبتي في سوريا.
نظرت اليها نظرة اردوغانية وارفقتها بابتسامة بوتينية وسحبت يدي انسحابا تكتيكيا كانسحاب جيش أبو شحاطة أمام ضربات ثوارنا في الحمورية.
نظرت خلفي وإذ بالكفار ينظرون الي بنظرات عنصرية. لربما غيرة من لباسي الافغاني أو من لحيتي الغضة الطرية ولربما حسدا من طلتي البهية.
لو عرفوا ماذا كنت قبل ان اركب البلم لضربوا لي التحية. كنت املك بيتا في دمشق وبيتان في حلب وثلاث فلات في اللاذقية. كنت اذهب سري مري الى بيروت لأهرب الأجهزة الكهربائية والسيارات المسروقة دون ان يتجرأ أحد ويطلب مني الهوية. كان يعمل لدي المئات من بني قيقي النصيرية. كنت املك من المال ما يكفي لشراء الفاتيكان وخمسة ابقار هولندية. لكن شاءت الاقدار وأصبحت لاجئ بدون وطن وبدون هوية.
لا تصدقوا ما كتبته أعلاه، اليوم هو الأول من نيسان وما انا إلا عامل باطون يعشق جارته المهندسة سمية.



أخر ما نشر