كنت خلال حياتي كلها استغرب كيف استطاع الصهاينة أن يروجوا أنهم هم أصحاب الحق بفلسطين، وكيف استطاعوا اقناع كبار المفكرين اليساريين بأن يقفوا معهم ويغيبوا حق الفلسطينيين سنوات طوال امتدت حتى اليوم، الآن بدأت أفهم كيف حدث ذلك عندما قرأت آراء مثقفين يساريين عرب كنا نكن لهم احتراما كبيرا واليوم يروجون أن الشعوب العربية التي خرجت بثوراتها إلى الشوارع كانت مؤتمرة لمؤامرات خارجية نفذها حمد وربع حمد وكان وراءها قطر والسعودية وووو... نحن لاننكر أن كل تلك القوى تدخلت فيما بعد وحولت دول الربيع العربي ساحات لصراعاتها، ولكن أن ننكر أن تلك الشعوب خرجت بثورات ضد الظالمين المستبدين، وأن ننكر أن الشباب السلميين اعتقلوا وعذبوا وماتوا تحت التعذيب، وأعدموا وحرقوا بأيدي الأنظمة المجرمة، هنالك 55 ألف صورة موثقة ل11 ألف معتقل ماتوا تحت التعذيب ووثائق ل13 ألف أعدموا في صيدنايا بعد أن عذبوا تعذيبا وحشيا ومئات ألوف المعتقلين والمختفين قسريًا الذين لايعرف مصيرهم حتى الآن، هؤلاء خرجوا يطالبون بالحرية والعدالة والكرامة، هؤلاء رفضوا الظلم والمهانة، هؤلاء سيمجدهم التاريخ فيما بعد أما مثقفينا الأشاوس، الذين يستسهلون إحالة الربيع العربي إلى مؤامرات خارجية كي يريحوا ضمائرهم، فلهم الله والتاريخ....